غسيل الاموال الأسباب والآثار
للمدرس المساعد
علي حبيب شعيوط
تُعاني معظم دول العالم من ظاهرة الجريمة الاقتصادية المنظمة بصفة عامة وجريمة غسل الأمـوال بـصـفـة خـاصـة، وهي جريمة تتأصل وتتوغل داخل الـكـيـان الإداري لأي دولة. لقد عاصرت معظم الحكومات هذه لظاهرة، ولا تكاد تنجو منها دولة من الدول، سواء كانت مُتخلفة أو بلغت قـدراً من التقـدم. فالجريمة المنظمة وغسل الأموال هي تهديد دائم ومستمر، وخطر متصاعد، وعدوان مُحقق على مستقبل اي بلد وعلى أمنهِ وسلامتهِ.
اذ تُعد هذه الظاهرة من اخطر الجرائم المالية بسبب انعكاساتها المباشرة على الجوانب الفكرية والاقتصادية والسياسية والأخلاقية على مستوى الفرد والمجتمع والمؤسسات، وهي واحدة من أبرز المشكلات الاقتصادية وتعقيداً لأنها تُسهم في تعظيم حالة اختلال التوازن والاستقرار لأي بلد واللذان يُعدان الركيزة الاساسية لتحقيق مجتمـع يتمتع بالرفاهية والتنمية والتطور.
لم يألف العراق هذه الظاهرة من قبل وأن كانت موجوده بشكل بسيط، ولكن بعد إحتلال العراق عام 2003 اصبحت هذه الظاهرة تنتشر بشكل واسع وسريع بسبب غياب الحكومة وتعطيل مؤسساتها المالية والقانونية والخدمية للسنوات الاولى من الاحتلال واتساع ظاهرة الفساد الاداري والمالي، الامر الذي ادى الى ظهور آثار سلبية اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، واختلالات قيمية في المجتمع العراقي ودورها في تمويل الارهاب .
في بداية هذا المقال سنتعرف على مفهوم غسيل الاموال، ثم بعد ذلك سوف نتطرق الى سبب تسميتها والى الاسباب التي تؤدي الى انتشار هذه الجريمة الاقتصادية المنظمة التي تنخر باقتصاد الدولة والمجتمع. وأخيرا جملة من اثار هذه الظاهرة على الاقتصاد بشكل عام.
رئاسة جامعة الأنبار
قسم الشؤون المالية
2022/9/21